أيتها المرأة: فكّري بعقل الرجل وتصرفي بكلّ أنوثتك..
أيها الرجل: فكّر بعقل المرأة وتصرف بكلّ رجولتك..
[addthis tool=”addthis_inline_share_toolbox_9fq4″] |
هذا هو الذكاء الجندري بشكل عام، وعند تطبيقه في الأسرة يتمكن الزوجان من فهم بعضهما أكثر، وتقلّ الخلافات بينهما، كما تتلاشى المقارنات؛ لأنهما بذلك يدركان أنهما مختلفان وليس متشابهان، فتسقط المقارنة بينهما فورًا، ويتفهّم كل منهما طبيعة الآخر المختلفة، ويتصرفان مع بعضهما ومع أطفالهما الذكور والإناث بناءً عليها..
إتقان الذكاء الجندري في التعامل بين أفراد الأُسرة يمكّن الأب والأم من التعامل مع أبنائهما وبناتهما بشكل يليق بطبيعتهما، كما يمكّنهما من تعليم الأخوات كيف تتعامل مع الإخوان والعكس صحيح.. وبذلك تتوازن الأسرة، وتتماسك، وتقوى العلاقات بين أفرادها، ولن يتمكّن أحد من اختراقها أو العزف على أوتارها الحساسة..
الذكاء الجندري يساعد على تحقيق العدالة بين الجنسين في الأسرة، وليس المساواة، لأن الأخيرة تفترض أنّ الجنسين متشابهان، أما الأولى – أي العدالة – تعترف بوجود الفروق بينهما والتعامل بناءً على ذلك..
الحقوق “إنسانية” بشكل عام، ولا تقتصر على جنس دون آخر، ويجب مراعاة ما يناسب كل منهما بما يتلاءم مع معطيات الثقافة العربية، واستقرار الأسرة العربية وتعاضدها، ونجاح مؤسسة الزواج في المجتمع العربي..
وظيفة الأسرة تقديم (التربية والرعاية) معًا، والفارق بينهما كبير، ومن المفروض تقديم التربية والرعاية الأسرية بشكل عادل بين الجنسين، داخل الأسرة وخارجها على حدّ سواء..
دة. عصمت حوسو
الأسرة
أسباب تفكك الأسرة
ضمن محور “الذكاء الجندري في الأسرة“، نبحث في مركز الجندر عن الأسباب التي تقود إلى تفكّك الأسرة ونعالج ما استطعنا منها؛ لأن تفكّك الأسرة هو السبب الرئيس لتفكّك المجتمع بأسره..
المشاهد في الصورة أعلاه تعطينا لمحة “موجزة” عن أسباب التفكّك الأُسري، فقد تكون على سبيل المثال لا الحصر:
- كثرة المشاحنات بين الزوجين.
- طغيان العنف الأُسري.
- غياب لغة الحوار والتفاهم بين الأب والأم، وبينهما مع أولادهما وبناتهما.
- انشغال الأب الدائم عن زوجته وأُسرته.
- انشغال الأم في وسائل التواصل الاجتماعي.
- تدخّل أطراف خارجية.
- الابتزاز العاطفي للأبناء من قِبل الأب والأم لتشويه صورة الآخر.
- افتقار اللمّة العائلية التي تجمع كلّ أفراد الأُسرة سواء في المناسبات أو على وجبات الطعام..
- ضعف العواطف الجسدية واللغة العاطفية بين أفراد الأسرة، خصوصًا بين الزوجين.
كثيرة هي الأسباب بالطبع، ولكلّ أُسرة خصوصيتها وظروفها، وتشخيص المشكلة يساعدنا على حلّها وعلاجها، لأن إهمال مشكلة التفكّك الأُسري يؤدي إلى نتائج كارثية، تتراوح بين أمراض نفسية التي يختلف وقعها على المرأة منها على الرجل، وعلى الابنة منها على الابن، وما بين أمراض اجتماعية تفتك بالمجتمع وتقوده إلى هلاك التفكّك والانحلال والظواهر الاجتماعية الخطيرة..
لا تستهينوا بضعف العلاقات الأُسرية وتفكّكها؛ لأنها تقود إلى مشاكل مرعبة، وكلّما تأخرتم في طلب المساعدة من (المختصين/ات) فقط، ستتضاعف وتمسي أكثر تعقيدًا، مما يُصعّب من علاجها ويؤخّر ظهور النتائج الإيجابية..
وهنا على وجه الخصوص تبرز أهمية تعليم مهارة “الذكاء الجندري في الأسرة“..
الخلافات الزوجية من أسباب تفكّك الأسرة
الاختلاف في وجهات النظر بين الزوجين لا يعني الخلاف وانتهاء الحوار بِ “طوشة”، كما يحدث خلف الأبواب المغلقة في معظم العائلات..
يعود أساس المشكلة بشكل عام إلى خلل بنيوي في الإرث الفكري المتوارث، والذي يصبّ في عدم تقبّل الرأي الآخر (المختلف)، وإذا كان الرأي المخالف صادر من الزوجة على وجه الخصوص تقع الكارثة..
أما بالنسبة للخلافات الزوجية فوجودها بنسبة مقبولة أمر طبيعي، كيف لا وهي ملح الزواج، ولكن، عند تكرارها بشكل متسارع وحادّ واستمرار مسلسل النكد والمشاكل لفترة طويلة، فهنا يجب دقّ ناقوس الخطر على الفور؛ لأن ذلك مؤشر على وجود “سوء تواصل” بين الزوجين، يجعل من إمكانية نجاح أيّ حوار بينهما شبه مستحيل، فإما أن يتنازل طرف لصالح الآخر اختصارًا، أو تجنبًا لمزيدٍ من الخسائر، وربما حفظًا لماء الوجه. وإما اللجوء لنظام (الطبطبة) بعيدًا عن أيّ حل جوهري لأي مشكلة كبيرة كانت أم صغيرة، وهذا يفسّر تكرار المشاكل للأسباب نفسها مرات ومرات..
أما الأخطر على الإطلاق عند حدوث الخلافات الزوجية هو (تسوّق الآراء)، سواء من الأهل، الأصدقاء، الجيران، تسوّق الآراء إلكترونيًا من الجروبات وغيرها، بمعنى آخر اللجوء لجميع الأطراف باستثناء المختص/ة..
وهنا تكون بداية النهاية؛ لأن كل أسرة وكل علاقة لها دينامياتها وظروفها الخاصة، وما نجح مع الأخت أو الصديقة أو الجارة ليس بالضرورة نجاحه معكما، في حين أن المختص/ة يعطيكما المشورة بشكل محايد بما يناسب خصوصية علاقتكما وظروفها، وبما يتناسب مع أدواتكما ومهاراتكما الخاصة..
الاستشارة الاختصاصية هي أفضل علاج لتلك الخلافات، لتجنّب انهيار العلاقة الزوجية واتساع الفجوة بين الزوجين، وبالتالي تجنّب تفكّك الأسرة..
ونحن في مركز الجندر دومًا في انتظاركم ونعمل على خدمتكم للحفاظ على أسركم..
سوء التواصل بين الأهل وأبنائهم وبناتهم يفكّك الأسرة
مَن يزرع الحُبّ يحصد الحُبّ، ومَن يتبنّى العُنف منهجًا سيدفع ثمنه غاليًا يومًا ما؛ لأنّه سلوكٌ مُعدٍ وسيورثه لخَلَفِه، وستظهر نتائجه الوخيمة ولو بعد حين..
نُشبّه الأُسرة بالأساسات الحديدية لأيّ بناء، إن كانت مبنية بضمير وعناية سيصمد البناء الحجري فوقها حتى في ظلّ زلزال، وإن كانت ضعيفة ومُهترئة ستقع عند أول شتوة. وهكذا هي الأُسرة؛ فهي عمود المُجتمع وسبب رئيس لتماسكه واستقراره، وتفكّكها تقود حتمًا إلى تفكّك المُجتمع وانهياره..
لا تربّوا أولادكم وبناتكم كما تربّيتم أنتم؛ لأنّه ببساطة شديدة زمانهم وأدواتهم والظروف المُحيطة بهم من جميع النواحي مُختلفة تمامًا عنكم، كما هي مُختلفة عن أبنائهم وبناتهم لاحقًا، وما صلح معكم ليس بالضرورة أن يصلح معهم، فالمكان والزمان والشخوص والفروق الفردية والمُجتمعية مُختلفة ومُتباينة في ذات الوقت..
لا تستغربوا إن كان أولادكم (الذكور) يتنمّرون على أصدقائهم في المدرسة وفي الشارع؛ لأنّ الصراخ والعقاب دون سبب أو بحجم الخطأ (سوء التواصل)، سيُخزّن العُنف بداخلهم، ويحتاجون لتفريغه خارج البيت، على الأصغر سنًّا والأضعف جسدًا، وربما يتنمّرون على أخواتهم الإناث؛ لأنّ الأسرة التي تربّي أولادها الذكور على العُنف، هي ذاتها التي ستسمح لهم باستغلال السُلطة بشكل سيّء على أخواتهم، وفي المستقبل على زوجاتهم، وإن أصبحوا في مواقع المسؤولية سيُسيئون استغلال السُلطة على المواطنين والوطن. هي دوائر مُفرَغَة تُعيد إنتاج نفسها باستمرار..
الأب القاسي العنيف سيقود ابنه نحو شخصية مهزوزة مُصابة بالقلق الدائم وأمراض أُخرى، وسيقود ابنته أن تقع فريسة لأول رجل يُحاكي مشاعرها، وربما ستقبل العُنف من زوجها مُستقبلًا؛ لأنّها اعتادت “المشهد” في بيت أبيها وهو يمارسه على والدتها وعليها..
أمّا الأمّ القاسية العنيفة فهي أخطر في تأثيرها على التربية؛ لأنّها مصدر الحُبّ والحنان الرئيسي؛ بيولوجيًا واجتماعيًا، وإن لم تُشبِع أبناءها وبناتها من احتياجاتهم الكافية من العواطف ومشاعر الأمان، سيتدنّى مستوى الثقة بالنفس واحترام الذات وضعف توكيدها مع التقدّم بالعمر، ويكون تأثير ذلك على بناتها الإناث أكثر، لأنّهن سيعدن إنتاج ذات السلوك المكروه الذي تُمارسه الأمّ عليهن، وذلك بنسخه وتكراره وإسقاطه على بناتهن مستقبلًا، وربما الإفراط في التعويض بالدلال لدرجة الخراب، وكِلاهما سلوكان خاطئان لأنّهما قطبان متضادان..
أمّا قساوة الأمّ على ابنها سيُحدّد طبيعة علاقاته مع الجنس الآخر لاحقًا، كما أن سعادته واستقراره الزوجي مُرتبط أشدّ الارتباط بعلاقته بأمّه..
خُلاصة القول؛ أنّ أغلب الأمراض النفسية والاجتماعية سببها الأساسي عُقَد الطفولة الناجمة عن عِلَل واختلال في التربية، وعدم دراية الأب والأمّ بطريقة التعامل الصحيحة (التواصل) مع أولادهم وبناتهم، وفي مرحلة (المُراهقة) على وجه الخصوص، وفي هذا الوقت الحالي تحديدًا، فالتربية في العصر الراهن أصعب بمسافات من التربية سابقًا..
وعليه،، لا تستخفّوا على الإطلاق بأهمّية التربية الصحيحة والتنشئة الاجتماعية السليمة، وما كان ينجح في التربية قديمًا بشكل (تلقائي)، لا يُمكن أن ينجح حاليًا بذات الطريقة، بل لا بدّ من التأهيل والتدريب على ما يُناسب جيل العصر الحالي..
وتذكّروا أنّ طريقة تربية الولد مُختلفة عن طريقة تربية البنت، ويعود ذلك لعدة عوامل مُتداخلة، وما يُناسب البنت لتصبح امرأة حقيقية قد لا يُناسب الولد ليصبح رجلًا كاملًا، والعكس صحيح…
ربّوا أولادكم وبناتكم بالحُبّ وعلى الحُبّ، لا بالعُنف والصراخ والشتائم، فالعقاب يجب أن يكون بحجم الخطأ لا أكثر، وبالمقابل، مَن أمِنَ العقاب أساء الأدب، ومعيار الحُكم هنا يعتمد على مستوى مهارة “الذكاء الجندري”..
ومن خلال إتقان “الذكاء الجندري” وتطبيقه في التربية داخل البيوت، وخلف الأبواب الموصدة وأمامها، سنضمن جيل صحيح نفسيًا وقويّ اجتماعيًا، وبإمكانه مُجابهة ظروف الحياة مهما بلغت قساوتها، وستمنحه مهارة التكيّف مع الظروف المُتغيّرة في ظِلّ هذا العالم المُتغيّر بسرعة مُرعبة..
ونحن في “مركز الجندر” نُساعدكم على إتقان مهارة الذكاء الجندري في الأُسرة، من خلال تدريبكم على طُرق التربية السليمة المُناسبة لِكُلّ من الولد والبنت، وبناءً على الفروق الفردية واختلاف الخلفية الاجتماعية والثقافية..
لا تجعلوا الوقت يسرق أجمل سنين العمر من أولادكم وبناتكم وأخطرها، ونحن دومًا بانتظاركم..
أهمية الثقافة الجنسية
في هذا العصر على وجه الخصوص، بات من المُلحّ جدًا ضرورة “التوعية” في الثقافة الجنسية، لضمان تطوّر الهويّة الجنسية والهويّة الجندرية بمسار طبيعي، ولضمان النماء المعرفي بِما يناسب المرحلة العُمرية، والأهمّ لتجنّب المعلومات المغلوطة والتوقّعات العالية من الشريك/ة عند الدخول في مؤسّسة الزواج؛ لأنّ السواد الأعظم من مشاكل الزواج في المُجتمع العربي يعود السبب الرئيس فيها إلى الخلل في العلاقة الحميمية بين الزوجين..
في عصر الانفتاح الثقافي، وطغيان وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، لم يعُد بالإمكان حجب المعلومة أو الصورة، فأمسى الحصول عليها من السهل جدًا، وهنا مكمن الخطورة؛ لأنّه إن كان حجم المعلومة أكبر من مستوى الوعي، ويفوق قُدرة المُتلقّي الاستيعابية، يقوده ذلك إلى تشوّهات معرفية عن الجسد وعن الجنس الآخر وعن العلاقة الحميمية، والأخطر لا تتطوّر الهوية الجنسية بالتوازي مع نماء الجسد والعقل دون انحرافات، الأمر الذي يُسبّب للشخص مشكلة مع جسده ومُحيطه، ومشكلة مع الشريك في المستقبل..
ولا يوجد عمر معين للتثقيف الجنسي، ويعتمد ذلك على طريقة الحصول على المعلومة (الأولى)، ونوعها ومصدرها ومدى صحّتها، وهنا يبرز دور الأهل في توضيحها وتصحيحها والبناء عليها، ويعتمد ذلك على درجة “النُضج الانفعالي” عند أولادهم وبناتهم..
وبالنسبة للمُقبلين على الزواج فإن تثقيفهم جنسيًا قبل الدخول هام جدًا، حتى تكون العلاقة بينهما ناجحة وأبديّة دون اختلالات، وتسوّق المعلومات من الأصدقاء والأقارب لا يُجدي نفعًا في الوقت الحالي؛ لأنّ كُلّ علاقة لها خصوصيتها وظروفها بالإضافة إلى الفروق الفردية والمعرفية..
أجدادنا لم يحتاجوا لذلك، نعم صحيح، ويعود السبب في ذلك إلى شحّ المعلومة، واستحالة الحصول عليها إلاّ بعد الزواج، أمّا اليوم فخطورة الانحراف والشذوذ عالية جدًا بسبب ما يتم ترويجه ونقله وتقليده عبر المواقع المُختلفة..
وعليه، ننصحكم بتثقيف أبناءكم وبناتكم حال البلوغ، وإن تساءلوا عن أيّ معلومة قبل ذلك وجب الإجابة عليها فورًا لضمان صحّتها قبل أن تتخزّن في عقولهم، وقبل أن ترتسم (البصمة الجنسية) في ذاكرتهم..
وهذا جزء من “الذكاء الجندري” في الأسرة، وهذا ما نقدّمه في مركز الجندر من استشارات للعرسان وللمراهقين/ات..