لا تُقاس (الصداقة) بمقدار ما ترى الصديق أو كم ما تتحدث إليه، بل هي تلك الرابطة التي تحمل ذات الروح، وذات العطاء، وذات الإخلاص، مهما تباعدت المسافات، وتناثرت الأوقات، وصعُبت التفاهمات، وتلاشت الأمنيات، وتأزّمت الحوارات، وزادت الخلافات.. الصداقة الحقيقية
هي العلاقة “المضمونة” في الظروف غير المضمونة، وهي الرصيد المعنوي الاستراتيجي وقت كساد العلاقات الباهتة، تلك التي لا لون ولا طعم لها..
الصداقة الحقيقية لا تُقاس بطول السنين؛ وإنما تُقاس بِ (المواقف)، وفي عمقها وأصالتها وديمومتها مهما قست الظروف وشغلتنا الحياة..
وفي مدرسة الحياة والخبرات المكتسبة فيها من تنوّع العلاقات الإنسانية، ثمّة من يولد فينا من “طعنة“، وثمّة ما يموت في داخلنا على إثرها، والمحظوظ من يتعلّم من المرّة الأولى، ومن لا تصله الحكمة متأخرة حين لا تنفعه في شيء؛ لأنه حينها سيفقد الكلام المُباح عن العمر المُستباح “بريقه” إن لم نلتقط (العبرة) سريعًا في زحام تلك الخبرة ….
Block "%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%821" not found