القورونا

القورونا - الكره في زمن الكورونا
2٬164 مشاهدة

(الكره في زمن الكورونا)

بالنسبة لداء الكورونا الذي تزامن بالصدفة، يا سبحان الله، مع “صفقة القورونا”، والذي أرعبوا العالم به كالعادة، لأسباب عديدة أهمها بالنسبة لنا (العرب)، هو تزامن كل مصيبة ستحلّ بنا مع إلهائنا في إطار (سياسة اللهّاية)، بقصة ذكية مضمونة التأثير علينا، ألا وهي كوارث المرض، فهذا الشيء الوحيد الذي يُجمع عليه “العقل الجمعي العربي”، عدا ذلك فقد اعتدنا أنّ ما يفرّقنا أكثر بكثير مما يجمعنا، فاتفق العرب ألاّ يتفقوا..

أما السبب الذي يهمّ العالم الآخر، ويهمنا أيضًا، هو (مافيات) شركات الأدوية العالمية، التي تبتكر الداء والدواء في ذات الوقت، وبعد فترة وجيزة من الإرهاب العالمي “الصحّي” تُعلن عن الدواء واللقاح الذي سينقذ العالم، لتزيد من أرباحها بجشع يفوق الإنسانية وعلى حساب أرواح بريئة، كيف لا وهذا نتاج العولمة المتوحشة والرأسمالية الامبريالية في ظلّ الانحطاط والضعف العربي، وخروجهم من التاريخ للأبد، بمهانة قبيحة شطبت تاريخهم وحاضرهم ومستقبلهم، إلى الحدّ الذي أمست العروبة شتيمة بعد أن كانت مفخرة منذ زمنٍ طويل جدًا وجدًا..

اليوم بدأت تلك الشركات المجرمة التابعة لدول أكثر إجرامًا، بالتصريح أنه أصبح الآن الدواء الذي يخفّف من حدّة أعراض الكورونا متوافرًا، وأنّ اللقاح الذي سيحمينا منه وسوف يأخذه كل الشعوب (خاوة)، سيتوافر خلال أشهر قليلة، وطبعًا هذا كذب لأنه حتمًا كان الدواء واللقاح موجودًا منذ أن تمّ إطلاق الفيروس في المختبرات والمعامل الغربية، ولكن كان لا بدّ من الاستفادة من “الحرب النفسية” قبل الإعلان عن الدواء، للوصول إلى الأرقام الربحية المطلوبة، وفي كل مرة ينتهي المرض (المزعوم) والحديث عنه فجأة، لسبب بسيط هو أنه تمّ تحقيق الصفقة والربح.. ويا لجشع الإنسان الذي يكون على حساب أخيه الإنسان ودمّر الكوكب بأسره..

ولأنّ العرب ذاكرتهم دومًا هي “ذاكرة السمكة” للأسف الشديد فينسوا بسرعة، ويتفاعلوا في كل مرة مع أي حدث من جنس (القورونا) بذات الطريقة ولم ولن يتعلموا.
هل تذكرون “انفلونزا الخنازير”، و”السارس”، و”جنون البقر”، وغيره، هذا بالنسبة للحرب البيولوجية وتوحّش شركات الأدوية العالمية، أما بالنسبة للحروب الأخرى، بتتذكروا “القاعدة”، وبتتذكروا (داعش)، هي ذات الأهداف ولكن التسميات مختلفة، كل ذلك وأكثر ليخدم الحروب البيولوجية والفيروسية والاقتصادية والعسكرية، وكلها في الطبع تعتمد على ((الحرب النفسية))، فهي قاعدتهم الأساسية، ويحترفونها تمامًا. والخاسر الوحيد هو الشعوب ولا سيما العربية منها.
هذا هو الإرهاب الحقيقي يا من تدّعون محاربته وهو صنيعتكم بامتياز تحت غطاء “حقوق الإنسان”..

التاريخ يُعيد نفسه في كل مرة، وكما قال “كارل ماركس”، في المرة الأولى يعيد التاريخ نفسه “كمأساة”، أما المرة الثانية تكون “كمهزلة”، فما بالكم عندما يُعاد التاريخ ذاته علينا ربما للمرة الألف وبذات السيناريو، فكم مهزلة قد مرّت في تاريخ العرب المعاصر؟! والحبل على الجرّار وعلى عينك يا تاجر، وليس في السرّ أبدًا، وإحنا شغالين في بعض ونتشاطر على بعض (فقط)…

لذلك أقول وأكرّر دومًا، عندما تكون العقول موضوعة في غير أماكنها، تكون النتيجة استفحال (الغباء العربي) بشراسة، والأخير الذي نحتاج له دواء ولقاح حقيقةً..

وإنّ رواية (الحبّ في زمن الكوليرا) للكاتب الكولومبي الرائع “جابرييل غارسا ماركييز”، التي وصفت كيف يظهر الحبّ في ظل انتشار وباء الكوليرا، اعتقد لا مناص أمام الرّواة والكتّاب ومنتجي الأفلام اليوم، لإخراج رواية وفلم بعنوان (الكره في زمن الكورونا)، لتصف كيف يقود الغباء إلى انتشار الكره، وتصديق الروايات الغبية، والتصريحات العالمية الكاذبة، وكيف تكون نتائج الطمع والجشع الإنساني عندما يخترع فيروسات تفتك في البشر والحجر..

كفاكم طمعًا واستخفافًا في الشعوب، وكفى لإزهاق أرواح بريئة من أجل مطامعكم الجشعة، إنها (لعبة الأمم) يا سادة..
وكفانا ذلًا (طوعيًا) يا عرب…

الصورة أعلاه تصف نتائج تغيّر أماكن العقول، احترم الصورة جدًا واحترم من صمّمها..

دة. عصمت حوسو

رئيسة مركز الجندر للاستشارات النسوية والاجتماعية والتدريب

Block "%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%821" not found

اترك تعليقاً

Don`t copy text!