الحوار مع (الحكماء) متعة تُثري العقل، وتُذهب الجهل، وحتى الاختلاف معهم متعة؛ لأنها رياضة عقلية.. العقل العربي
أما مناقشة (الحمقى) فهي مضيعة للوقت لا أكثر؛ لأنه ببساطة شديدة عندما تغيب الحجج العقلية والأدلّة الواقعية، يتهرَب هؤلاء، وقد يطول اللّسان، وربما تطول اليد معه أيضًا..
وحينها تبرز هزالة القدرة على “المواجهة”،
ويطغى الخوف من الحوار “الهادف” والراقي، ويغدو الهدف (يا أنا يا إنت)، لا أنا وأنت معًا، ولا رأيي ورأيك معًا..
وما أكثر طويلي اللّسان عندما يغيب البرهان، وعندما يكون الحوار مبنيًا على الحكم المُسبق (المزوّر)، فالأخير لا يُعرّف عن الآخر بقدر ما يُعرّف عن نفسية المخاطب، ولا يعرّي الآخر حكم من أمامه “المُسبق”؛ بل يُعرّي أخلاق المتحدّث فقط..
لا تحكموا مُسبقًا، ولا تجاملوا أحدًا بمهاجمة الآخر، واجعلوا من تجاربكم الشخصية الحيّة على أرض الواقع، والأدلّة الحقيقية هي (المعيار) فقط للحكم على الآخر، وأهم ما يميّز حوار (الحكيم) والمثقف كذلك هو إجادة الحوار بأدب، وإتقان أدب الحوار..
ولا تنسوا أبدًا أن “الكرامة” هي العنوان، وإن ذهبت لن يُغني عنها لا مال ولا جاه،، وحينها لا شهادة تشفع ولا منصب ينفع..
أعشق الصورة أعلاه، وأرفع القبّعة لمن ابتكرها لأنها حقيقةً تعبّر عن واقع مرير للأكثرية، وتوضح شكل العقل عندما يصبح “للزينة” فقط، وفي مكان غير مكانه الأصلي..
عرفتوا العقل العربي وين؟؟!! دومًا عقول الأغلبية في المؤخّرة..
شكراً