لم أرغب الردّ في مقال على (الصديق الخائن) الذي نهش درويش وهو تحت التراب حتى لا أعطيه قيمة، ولا أريد حتى أن أذكر اسمه هنا؛ لأنه من العار أن يقترن اسمه بشاعر عظيم بحجم (محمود درويش)، فربما يكون ذلك الصديق الخائن معروفًا لدى البعض – بالرغم أنني لم أسمع باسمه إلاّ بعد مقاله الفضائحي – أما محمود درويش فلا أحد في العالم كله لا يعرفه كبيرًا كان أم صغيرًا.
ولست اعتقد وإنما أجزم أنه لن يجرؤ على فعلته النكراء تلك لو كان درويش حيًّا، كيف لا وهذا هو نهج الفئران التي لا تخرج من جحورها إلاّ عند غياب الأسود..
وسأردّ على كلّ من هاجم درويش، وأطربت كلمات ذلك الصديق الخائن مسامعهم، وعلى كلّ من يشعر أنّ حضرة غياب درويش ما زال يهدّد وجودهم، سأردّ عليهم جميعًا بكلماته هو، وأتخيّل الإبداع الشعري كيف كان سيكون لو أنه حيًّا الآن ليردّ على خيباتهم وصدأ عقولهم:
“أيها العابرون على جسدي لن تمرّوا، أنا الأرض في جسدٍ لن تمرّوا، أنا الأرض في صحوها لن تمرّوا”..
ونقول نحن الذين أحبوه وأدمنوه للنرجسيّين وللمتصهينين بلسانه وكلماته أيضًا “وطنيون، كما الزيتون لكنا مللنا صورة النرجس في ماء الأغاني الوطنية”..
ليس من الشجاعة النهش في ميّت ليس لديه حقّ الردّ والتوضيح، كما ليس من الأخلاق ولا الموضوعية تصديق رواية من طرف واحد، وطرفها الآخر بين يديّ الرحمن، وفي النهاية درويش إنسان شاعر وليس ملاكًا ولا معصومًا من الخطأ، وما يعنينا في تاريخه هو أشعاره وكتاباته التي ما زالت حيّة فينا رغمًا عن كل من يحاول تشويهه واغتياله مرة أخرى.
ويبدو أنّ الصهاينة وأدواتهم الرخيصة لم يكتفوا باغتيال جسده واغتياله مرّة واحدة، وإنما يريدون اغتيال روحه وأشعاره واغتياله مرّات ومرّات إلى أن تنساه الأجيال كما هي رغبتهم في نسيان العالم لفلسطين وكل من ينطق اسمها، وهيهات..
كمّ الضحالة ودنوّ مستوى الحوار بين ما يسمّون أنفسهم بالنخبة، كانت أدنى من الكلمات المتحذلقة والتراكيب اللغوية المعقدة التي ركزت على المبنى على حساب المعنى في مقال ذلك الصديق الخائن، فماذا تركتم للعوام إذًا يا سادة؟؟!!
وتعطينا اللغة المعقدة في التوصيف النفسي مؤشرًا على فوضى الدماغ وتعقيده، ومما رصدته من ذلك المقال الطويل جدًا، فإنّ كاتبه يعاني من أعراض حادّة لاضطراب الشخصية النرجسية والهستيريّة مصحوبًا بقلق شديد كان واضحًا من عدم اتساق فزلكاته اللغوية، ويعود القلق بالطبع إلى شعوره بالدونية أمام درويش حتى في مماته، فلم يستطع الوصول إلى شهرته مما سبّب له مجموعة من الوساوس والهلاوس قادته لكتابة تلك السطور غير المتجانسة، ولم يكتفِ بذلك بل أعاد نشرها مرة أخرى ليحقّق ما لم يحققه سابقًا، وهي إن حقّقت له شهرة فكانت ضده لا لصالحه إطلاقًا. حيث خطّ ذلك الصديق الخائن نهاية تاريخه الأدبي بيديه بعدما فعل فعلته النكراء بدرويش..
وعندما علمت أنّ ذلك المقال المشبوه سيكون جزءًا من كتاب، أرغمني قلمي وواجبي الأخلاقي والوطني، وحقّ شاعر العرب علينا وفاءً لروحه، كتابة هذا المقال حتى يكون وغيره من المقالات التي كتبها كثيرون وكثيرات دفاعًا عن درويش السدّ المنيع أمام اغتيال روح درويش وأشعاره..
وسأختم أيضًا بكلماته عندما قال :
((فارسٌ يغمد في صدر أخيه خنجرًا باسم الوطن، ويصلّي لينال المغفرة))… والبقية عندكم… دمتم….
الموضوع رائع وأروع ما به “النهش في الميت حرام•والمقصود بكلمة “حرام” وجهة النظر الدينية والأخلاقية والقانونية. ولكن هناك قيادة سياسية قديمة ، حاز قائدها او رمزها على اكبر شعبية حقيقية في التاريخ. وبدون الدخول في التفاصيل ، سنت دول أوروبية وأمريكية القوانين: إما أن تنهش في ذلك الميت ، تلك القيادة، او لا تذكرها على الاطلاق.وأيضا ممنوع الدفاع عنها ولا حتى بالوثائق والحجج، ومن لم يلتزم ، أو حاول إنصافها ، أو لم يعجبه ذلك ، فهناك متسع له في سجون تلك الدول. شوفي ، لا أجرؤ على ذكرها أو أوضح أكثر من ذلك.
لا زلنا بخير ..وتراث عزة نفسنا ومروثاتنا الجميلة التي تربينا عليها من نخوة وصمود وعدم انحناء بدت جلية تلمع كذهب في حروف كلماتك ..لك ولروح ايقونة الشعر درويش محبة وسلاااام.
ارجو إعادة قراءة ما كتب سليم بركات.. فهو صديق حميم لدرويش ولم يخون.. ثم إن سليم بركات قامة شعرية اكبر من دوريش.. وانا اعلم ان درويش تأثر في شعر بركات