(الولد) الذي يشبّح بأسماء من صاحبهنّ من البنات وضحك عليهنّ بمفهومه وفضح أعراضهنّ، هو نفسه الذي سيقتل امرأته أو ابنته أو أخته؛ لأنه ببساطة يرى الناس بعين طبعه.. المجتمع الذكوري
والبنت التي لا يكرّمها أبوها، ولا يربّيها على اعتدادها بذاتها، ولا يدعمها بالثقة في نفسها، ولا يمنحها الشعور بالأمان هي نفسها من ستقع في شباك “الولد” المذكور هنا أعلاه.. المجتمع الذكوري
أمّا الزوجة التي تتحمّل التعنيف والمهانة والمذلّة من زوجها، فلو وجدت أبًا يحتضنها ويعطيها أمان القرار وحريّته، لما وجدنا “معنّفات” خلف الأبواب الموصدة، فهنّ كثيرات ولا نعلم عنهنّ إلاّ حين تنتهي حياتهنّ بقسوة، أو عندما يصبحنَ من ذوات العاهات المستديمة نفسيًا وجسديًا وربما عقليًا..
وفيما يتعلّق بحرمان المرأة من ميراثها لأيّ سببٍ كان، فلو وجدت من يطبّق عدالة القانون لا حرفيّته، ولو كان هناك من لا يستغلّ نفوذه لِ لفلفة القضايا المنظورة في المحاكم لصالح الذكور بمسميّات وذرائع مختلفة، لما خسرت المرأة أيّ من حقوقها..
وفي المحصّلة المسؤول أولاً وآخرًا عن قتل الإناث روحيًا ومعنويًا قبل التصفية الجسدية نهائيًا تحت عباءة “الشرف“، هم ذكور اللاّشرف وغير المنشّئين على أبسط قواعد الأخلاق، ومن يحترفون ازدواجية المعايير.. المجتمع الذكوري
أيها الأهل؛ ربّوا بناتكم على القوّة والشعور بالأمان واستثمروا فيهنّ بالتعليم والدعم المستمرّ، فهذا هو الشرف الذي تزرعونه فيهنّ وتأخذون مثله منهنّ في المقابل، وربّوا أولادكم على الجُبن في أعراض الناس ومخافة الله في سلوكاتهم جميعها، فهذا هو الشرف الحقيقي، أما العار فهو غياب هذا النوع من الشرف فقط..
أيها الذكور، لو طبقتوا قواعد الله في العلاقة مع الإناث من خلال تبنّي ((المودّة والرحمة)) بينكما لما كان هذا حالنا اليوم، ولو تذكرتوا أنّ سنّة الكون تقوم على أنّ ما تقدمه اليوم سيعود لك غدًا أو بعد غد، لخشي كل منكم من الإقدام على أيّ شكل من أشكال الإيذاء للناس جميعهم لا للمرأة فحسب، وما تفعلوه في بنات الناس سيعود لبناتكم وأخواتكم ولو بعد حين، وهنا الشرف يغدو دائرة مغلقة فلا تفتحوها وتوجهوا مسارها لصالحكم وحدكم..
وختامًا لا يسعني إلاّ أن أقول اتقوا الله ولا تسلبوا حقوق العباد من الحياة بشرف وكرامة في هذه البلاد..
Block "%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%821" not found