أيها الرجل المدّعي أو (المثقف): كيف تدّعي الثقافة وأنت لا تُجيد أبجدياتها في تقبّل الرأي الآخر واحترام الاختلاف؟!
فمن حقك أن تختلف بالرأي مع الآخرين وتنتقد “آرائهم” وكتاباتهم، ولكن ليس من حقك أبدًا تقزيم أيّ منهم، وشخصنة السلوك وكأنّ لديك تارات تريد تصفيتها بحجّة انتقاد الرأي، وهو في الحقيقة انتقاد للشخص نفسه أو نفسها لغرضٍ في نفس يعقوب أو ربما لإرضاء آخرين..
أيتها المرأة المدّعية أو (المثقفة): كيف تحاربين اهتمام النساء بجمالهنّ، واتهامهنّ بتسليع أنفسهنّ و(الجنسنة) لمجرّد حبهنّ في الحفاظ على أنوثتهنّ عندما يلجأنَ إلى البوتكس والفيلر، وطبيب التجميل الذي تزورينه لم يتقن توزيع إبرة الفلر على خدودك وشفاهك ؟؟!!
عندما تحاربين القيم الغربية ومنتجاتها الجمالية وأنتِ في الوقت ذاته تتبنّين أفكار النسويات الغربيات هناك وتدافعين عن قيم غربية لا تليق بمجتمعنا العربي، أليس المصدر واحد لما تحاربينه وتدافعين عنه في الوقت نفسه؟!
فمن حقك أن لا تستخدمي البوتكس والفيلر، ولكن ليس من حقك أبدًا محاربة من يستخدمنَ منتجات التجميل والتقليل من شأنهنّ، فإن لم يكن طبيبك مبدع في إخفاء ما حقنه في وجهك فهذا ليس ذنب من تهتم بذلك أو من تراجع طبيب أشطر من طبيبك..
الجمال ليس عيبًا إن كان في الوقت نفسه يخفي خلفه ذكاءً ومعرفة وبصيرة، وهو نعمة من الله كذلك، إنما العيب هو الغيرة ممن هي أكثر اهتمامًا بنفسها أو أكثر نجاحًا وتميّزًا..
فليس من المعقول ولا حتى من المقبول ادّعاء الثقافة ومحاربة المثقفين المختلفين سواء بالشكل أو بالرأي أو حتى بالاهتمامات، فهذا اسمه ((ازدواجية معايير)) بامتياز لا أكثر، ويتنافى مع لقب المثقف/ة..
وعفكرة،، لا بدّ من التنويه هنا أنّ غيرة بعض الرجال من المرأة الناجحة والجميلة أيضًا لا تقلّ شراسة عن غيرة المرأة من المرأة..
طبّقوا ما تنظّرون به على ذواتكم أولاً حتى يسمع الآخرين آراؤكم ويقتنعوا بها، وحتى يكون لديكم رصيد من المصداقية في أقلّ تقدير..
كفانا تنظير وكلام معلوك للاستهلاك الإعلامي فقط أيها المثقفين والمثقفات، فلقد ملّ الجميع من الانتقاد الهدّام والتركيز على سفاسف الأمور وترك القضايا الهامّة..
راجعوا أنفسكم/نّ وانظروا في المرآة بصدق،
واقرأوا أنفسكم جيدًا قبل قراءة الغير وقبل التغوّل على خصوصيات الناس والتدخّل في شؤونهم الشخصية، ولا تقولوا ما لا تفعلون، ولا تنتقدوا غيركم بما هو فيكم، ولا تُسقطوا نقصكم وعيوبكم على غيركم، فهذا هو العيب بعينه، وهذا السلوك المشين من سمات “مدّعي الثقافة” لا المثقفين الحقيقيين..
احترموا الحريات الشخصية وحرماتها..
Block "%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%821" not found