قصة حبّ من أروع قصص الحبّ المقاومة لشعب فلسطين العظيم

قصة حبّ من أروع قصص الحبّ المقاومة لشعب فلسطين العظيم
9٬202 مشاهدة

أيقونة الصبر الفتاة الرائعة (شذى العلي) وأيقونة المُقاومة المُناضل (هادي الهمشري)..
كلاهما من مدينتي الحبيبة “طولكرم“، أحبّا بعضهما جدًا، وجمعتهما ذات القضية “فلسطين” ومُقاومة الكيان الغاصب، كان من شباب الانتفاضة والمُقاومة الذين سخّروا حياتهم مُطاردين للذود عن أرضهم وعرضهم، وكانت شذى تُدعمه وتقف بجانبه، وتكلّلت قصة حُبّهما المقاوم بالخطبة على أمل الزواج سريعًا مثل غيرهما، على الرغم أنّه كان مُطارَد من قِبل الاحتلال الغاشم، وبقيا هكذا صامدان أمام الجميع إلى أن وقع في فخّ الصهاينة وتم اعتقاله وصدر الحكم بحقّه بالحبس لمدة (١٦) عامًا.

حتمًا كان ذلك صدمة للجميع بمَن فيهم شذى، ولكنّها أقسمت وقطعت وعدًا على نفسها وله أن تُخلص لحُبّه وتنتظره، على الرغم أن ذلك كان بنظر مُحيطها محض خُرافة، ولكنّها أثبتت للجميع أنّها حقيقة، واستمرّت تزوره من وراء قضبان سجن سارقي فلسطين، وتُدعمه وتعمل بكدّ، وتُجهّز لبيتهما الدافىء المسكون بالتضحية والحُبّ لحين خروجه..

ومن المعلوم أن الصهاينة لا أمان عليهم، وربما لا يُخرجونه أبدًا بالرغم من حُكم المحكمة بالحبس ستة عشر عامًا، ولكن شذى صبرت وآمنت بحكم الله وبحُبّهما، على أمل اللقاء خارج القضبان مرة أُخرى والعيش معًا بِما تبقّى من عمرهما..

التقيتها عام ٢٠١٥ في بيت أُمي الثانية زوجة عمي الغالية (أمّولة)، لأنّها تكون خالتها – شقيقة أمها – وحدثتني شذى آنذاك عن تفاصيل قصة حُبّهما، وانصدمت وقتها من شِدّة إيمانها وقناعتها بِما تفعله حتى وإن تسلّل اليأس أحيانًا لقلبها الذي لم يعرف اليأس ولا الهزيمة طيلة المُدّة، ورغم استهجان الكثيرين حولها لِما تفعله وإهدار عُمرها لأجلٍ غير مُسمّى، ولكنّها قاومت وصمدت، لا أنكر أنّني وقتها استهجنت مثلهم بأن صبيّة صغيرة بعُمرها مؤمنة جدًا بحتميّة الانتظار وحتميّة اللقاء، ولكنّني في ذات الوقت كنت مُعجبة جدًا بها وبصمودها، ونصحتها آنذاك أن استمري إن كنتِ مؤمنة بِما تفعلينه ومؤمنة بحبيبك أيضًا، وتحدّي الظروف، رغم خوفي أن يذهب صبرها وانتظارها هباءً..

وبعد عودتي من رحلتي من وطني فلسطين إلى موطني الأردن، كنت أول ما أخبرت به المرحوم زوجي هو هذه القصة الجميلة، وكان مذهولًا حدّ الدهشة من صمود الشعب الفلسطيني على جميع الصُعُد، والتعرّف على نوع جديد من النضال الفلسطيني بالمُقاومة بِ (الحُبّ)، والتضحية بالعُمر كذلك لا فقط بالروح فداءً لتُراب فلسطين. وتمنّينا لهما معًا تكليل حُبّهما بالأبدية، فمَن يذوق لذّة الحُبّ الحقيقية يتعاطف مع هذه النوعية من قصص الحُبّ الأسطورية..

خرج المُناضل “هادي الهمشري” قبل يومين وكانت شذى أول من استقبله مع والدته وأحبائه وأصدقائه، ومشاهد ذلك اللقاء المؤثر جدًا وكلمات هادي التي تُلامس القلب تثبت لشذى وللعالم أجمع أنّ صبرها لم يذهب سدى، وأنّ فلسطين تستحق الصبر والمُقاومة..
وكلماتي هنا، وإن كانت لا توفيهما حقّهما وما يليق بتضحياتهما، هي أدنى ما نستطيع أن نُقدمه لأبطال المُقاومة الذين يدافعون عن شرف الأُمّة العربية أجمع وليس فقط دفاعًا عن فلسطين..

ألف مبروك لعروسيّ فلسطين، وأتمنّى لكما حياة تُليق بصبركما وحُبّكما لبعضكما كما هو حُبّكما لفلسطين..

وللمرة المليون ما زلت مُصرّة على القول بأن شعب فلسطين هو الشعب الوحيد ((غير المُحتلّ)) …

قصة شذى وهادي ربما هي غريبة على الشعوب الأُخرى، ولكنّها مُعتادة لدى أهل فلسطين، شيم الإخلاص والوفاء والتضحية هي أصيلة في دمائهم.. تحيا المُقاومة ويحيا شعب فلسطين العظيم..

كُلّ الحُبّ والاحترام لشذى العلي، ولخطيبها هادي الهمشري، فكليكما يستحق ذلك وأكثر…

دة. عصمت حوسو

رئيسة مركز الجندر للاستشارات النسوية والاجتماعية والتدريب

Block "%d8%aa%d8%b9%d9%84%d9%8a%d9%821" not found

One thought on “قصة حبّ من أروع قصص الحبّ المقاومة لشعب فلسطين العظيم

  1. سلافه رفيق سلامه. طولكرم says:

    باسمي واسم جميع موظفي مستشفى زكاة طولكرم نتقدم بالتهنئه والمباركه للاخت والزميله التي لم تتوانى مره واحده عن الوق ف جنبا الي جنب مع زميلاتها في جميع الظروف. لك يا شذى يا نور فلسطين والأخ هادي الذي صبر وجاهد حتى وهو خلف قضبان المحتل ليكون رمزا للتضحيه ولدعم إخوانه بالسجن الغاشم. نتمنى لكم حياه مكلله بالسعاده والصحه حتى تفرح والدتك ووالدك بكما. نعم الرجال انت ونعم العروس انت ياشذى.. ?????. تعجز الكلمات عن التعبير. الف تحيه لفلسطين وامهات الفلسطينيين اللواتي انجبن رجالا ونساء يحملن بين ضلوعهن حب الله وحب الوطن

اترك تعليقاً

Don`t copy text!